• 26 Aug 2022

بصمة المرأة الإماراتية ودورها الملحوظ في قطاع المرافق

احتفالاً بيوم المرأة الإماراتية هذا العام، نلقي الضوء على أربع شخصيات بارزة من مختلف قطاعات مجموعة “طاقة” بين الماضي والحاضر، لتبادل خبراتهنّ وتجربة عملهنّ في قطاع المرافق في أبوظبي مع التأكيد على تطوّر دور المرأة في هذا المجال في مختلف مراحل مسيرتهنّ المهنية.

 

اختتمت فاطمة محمد الظاهري، الإماراتية التي أمضت سنوات طويلة من العمل والتفاني في خدمة قطاع المرافق وإحدى أوائل النساء اللواتي تخصّصن في مجال الهندسة الكهربائية في إمارة أبوظبي، مسيرتها المهنية الناجحة التي استمرت لمدة 33 عاماً بتقاعدها من منصبها كمديرة دائرة الكهرباء في شركة العين للتوزيع.

وخلال فترة عملها في هذا القطاع، كانت فاطمة الظاهري من أولى النساء اللواتي حققن إنجازات فريدة من نوعها في هذا المجال، بما في ذلك كونها المرأة الأولى في مجال عمل تقني تحصل على جائزة أبوظبي للتميز التقني من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وأصبحت كذلك أول مديرة في مجال النقل والتوزيع بعد ترقيتها لمنصب مدير إدارة الأصول في شركة العين للتوزيع في عام 2011.

وانطلاقاً من شغفها بالهندسة الذي يعود إلى سنوات طفولتها المبكرة، التحقت ببرنامج الهندسة الكهربائية في جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين في عام 1987. وقد حصلت من خلال هذا البرنامج على فرصة للعمل في دائرة المياه والكهرباء سابقاً والتي تحوّلت اليوم إلى شركة أبوظبي للنقل والتحكّم (ترانسكو) في العين وشركة العين للتوزيع.

وبينما تغادر فاطمة الظاهري قطاع المرافق الذي بات يتغنّى اليوم بالكثير من الموهوبات الإماراتيات الصاعدات، تستذكر التحديات التي واجهتها في بداية مسيرتها المهنية.

وتقول في هذا الإطار: “عندما تخرّجت من الجامعة في عام 1993، كنت أعلم أنني سأعود في يوم من الأيام إلى دائرة المياه والكهرباء. ولكنّ المرأة آنذاك كانت ما زالت تواجه الكثير من العقبات، حيث كان دخولها سوق العمل يتعارض مع ذهنية مجتمعنا وعائلاتنا. والأصعب من ذلك كان حاجة المرأة الإماراتية لتثبت للآخرين أنها تملك ما يكفي من المؤهلات للعب دور فاعل في مجتمعها.”

وتضيف موضحة: “لكنّ شغفي للعمل في قطاع المرافق كان كبيراً جداً وجعلني أملك القدرة للتغلّب على كلّ ما واجهت من تحديات ترافقت مع كوني إحدى النساء القليلات في هذا المجال. وتدريجياً، تمكنّا من كسر القيود السائدة وتشجيع المزيد من النساء للانخراط في هذا القطاع. وفي غضون أربع سنوات، أصبحت قادرة على توفير الدعم والنصح لزميلاتي الجديدات اللواتي انضممن إلى الشركة كمتدربات في البداية.”

 

تُعتبر فاطمة الشايجي من أبرز الموظفات الناجحات اليوم ضمن قطاع المرافق في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشغل حالياً منصب نائب الرئيس لإدارة الأصول المحلية في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة”. وهي أيضاً عضو في العديد من مجالس إدارة شركات المرافق القائمة في الدولة، بما في ذلك منصب القائم بأعمال رئيس أربع شركات مستقلّة لإنتاج المياه والطاقة في دولة الإمارات.

وبالرغم من أنها تعتبر أنّ قطاع المرافق قد شهد لغاية اليوم تحسّناً كبيراً من حيث تشجيع المزيد من الموظفات الإماراتيات الموهوبات للانخراط في هذا المجال وتطوير مواهبهنّ، تعتقد أنه ما زال هناك الكثير من التحديات الاجتماعية التي يتعيّن على المرأة التغلّب عليها.

وتوضّح قائلة: “لقد أثبتت المرأة الإماراتية قدرتها على التعامل بحزم وثبات مع المواقف الصعبة وكسر القيود السائدة عبر تحقيق إنجازات باهرة يوماً بعد يومٍ، وذلك بالرغم من وجود الكثير من العقبات الاجتماعية التي ما زالت تعيق لغاية اليوم وصول المرأة إلى المناصب العليا والقيادية ضمن قطاع المرافق.”

“يتساءل الكثيرون دوماً وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالمناصب القيادية عن قدرة المرأة على تحمّل القدر نفسه من المصاعب التي يتحملها زملاؤها الذكور، مثل الجولات الميدانية للتحقق من معايير السلامة أو زيارة ميدانية إلى إحدى المحطات الواقعة في الصحراء. وبالرغم من أنّ قطاع المرافق قد حقق تقدماً ملحوظاً على هذا الصعيد، لا تزال المرأة الإماراتية بحاجة إلى المزيد من الدعم لتمكينها وضمان مشاركتها الفاعلة ضمن هذا القطاع، بعيداً عن الصور النمطية والأحكام المسبقة”.

وتعيد فاطمة الشايجي التأكيد على أهمية التنويع في سوق العمل ودور المرأة في تحقيق نتائج إيجابية ومثمرة للأفراد والمؤسسات على حدّ سواء.

وفي معرض حديثها عمّا تطمح إلى تحقيقه في قطاع المرافق، تعبّر صراحة عن رغبتها في تبوؤ المرأة الإماراتية في المستقبل القريب منصب الرئيس التنفيذي أو المدير المالي لإحدى محطات إنتاج المياه والطاقة المستقلة في إمارة أبوظبي.

وتضيف بقولها: “تحصل المرأة الإماراتية في الماضي كما في الحاضر على الدعم والتشجيع لاكتساب المزيد من الخبرات المهنية والمعرفة الفنية والمهارات القيادية. وقد أثبتت لغاية اليوم أنها قادرة على إدارة مثل هذا القطاع الصعب والمليء بالتحديات بنجاح. وأعتقد أنّ الكثير من النساء تملكن اليوم الفرص الملائمة للتقدم والنمو واكتساب ما يلزم من مهارات للتغلب على المصاعب والتحديات التي قد تواجهها أثناء عملها ضمن قطاع المرافق.”

وتوضّح قائلة: “لتحظى المرأة اليوم بمسار مهني واضح ضمن قطاع المرافق وتصبح قادرة على تبوؤ المناصب القيادة العليا وتنفيذ المهام المرتبطة بها على أكمل وجه، تزداد الحاجة إلى توفير منصّات الدعم الإضافية مثل البرامج التدريبية وفرص بناء العلاقات في مكان العمل والحصول على التوجيه والنصح عند الحاجة. وقد لمسنا ذلك بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث بات يستقطب هذا القطاع جيلاً جديداً من الموظفات الإماراتيات الموهوبات اللواتي لسن خبيرات في مجال عملهنّ فحسب، بل تملكن طموحات لا حدود لها للعب دور قيادي ضمن هذا القطاع.”

 

هيفاء عبدالله المطيري، مديرة قسم الوقاية في شركة “ترانسكو”، تعبّر عن آرائها حيال قيمة المعرفة والخبرة التقنية في تسريع وتيرة تقدّم الفرد ونموّه ضمن هذا القطاع. وتشير كذلك إلى توفّر العديد من الفرص اليوم أمام المرأة الإماراتية التي تبذل قصارى جهدها لإتمام مهامها بنجاح والتميّز في عملها.

وتشير على سبيل المثال إلى الفرص الكثيرة المتاحة اليوم أمام المرأة الإماراتية، وبخاصة تلك اللواتي تظهرن اهتماماً أكبر بالدراسات الفنية والمحاكاة. وتتوفر حالياً وظائف متخصّصة في مجال تخطيط الشبكات والتحاليل الخاصّة بالوقاية، فضلاً عن الفرص ذات الصلة بتشغيل المحطات وصيانتها لتلك اللواتي تفضلن العمل الميداني.

بالإضافة إلى ذلك، توجد آفاق واسعة في مجال إدارة الأصول والتي تلائم اللواتي ترغبن أكثر بصياغة السياسات والاستراتيجيات ومواجهة التحديات عبر اتباع نُهُج عمل شاملة.

وتشير هيفاء المطيري إلى أنّ “ترانسكو” شركة تولي اهتماماً كبيراً لتطوير القدرات وتنمية المواهب، حيث تُعدّ النسبة المتزايدة للموظفات الإماراتيات ضمن القوى العاملة المحلية خير دليل على التزامها المستمرّ باستقطاب أفضل المواهب وتوفير البيئة الداعمة لها.

تملك خبرة تزيد عن 15 عاماً ضمن قطاع المرافق، حيث كانت من المشاركين الفاعلين في العديد من المنتديات التقنية وأصبحت من القياديين الرئيسيين في مؤتمر كهرباء الخليج من تنظيم المجلس الدولي للأنظمة الكهربائية الكبيرة وعضواً في المجلس الدولي للأنظمة الكهربائية الكبيرة في باريس. وقد شاركت كذلك في إعداد الكثير من التقارير الفنية التي قام بنشرها المجلس ومعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات.

وانسجاماً مع آراء زميلاتها في هذا المجال، تعتبر هيفاء المطيري أنّ نظرة المجتمع لدخول المرأة إلى سوق العمل ما زالت تشكّل تحدياً كبيراً للكثير من الموظفات ضمن هذا القطاع.

وتوضّح قائلة: “أعتقد أنّ المشكلة تكمن في نظرة أفراد المجتمع تجاه المرأة والتي تحتّم عليها بذل ضعف المجهود الذي يبذله زملاؤها الذكور لإثبات نفسها في مكان العمل. وفي الوقت نفسه، أرى أنّ غياب المرأة الإماراتية عن المناصب التنفيذية والإدارية حيث تُتخذ القرارات الرئيسية لا يعكس بشكل حقيقي ما تتمتّع به من إمكانات وقدرات.”

وتضيف: “تستطيع المرأة من خلال تفانيها في العمل وقدرتها على التحليل وصبرها أن تقف على الفرص الاستثنائية لتعزيز القدرة التنافسية للشركات التي تعمل فيها وتحدّد مجالات اهتمام متعددة الأبعاد ضمن قطاع المرافق. ومن شأن هذه الخصائص والمهارات المميزة أن تعزّز مكانة المرأة الإماراتية وإسهامها بشكل فاعل في النهوض بمجتمعنا، فضلاً عن تسليط الضوء على دورها المحوري في بناء مستقبل دولة الإمارات.”

 

عذاري السركال، مهندسة إدارة جانب الطلب على الطاقة في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة”، هي من الشخصيات الأخرى اللامعة والموهوبة والتي يصل صدى إنجازاتها إلى ما بعد قطاع المرافق. وهي متخصّصة في مجال ترشيد استهلاك الطاقة عبر مختلف القطاعات وإطلاق مبادرات مرتبطة بإدارة الطلب على الطاقة ومبادرات إنمائية.

وتشير هذه القيادية الإماراتية الشابة إلى شغفها الكبير بقطاع المرافق منذ سنوات طويلة، مؤكدة على الدور الريادي الذي تلعبه دولة الإمارات على مستوى العالم من حيث تمكين المرأة.

وبفضل تفوّقها الدراسي، تمّت دعوة عذاري السركال للانضمام إلى نادي شموخ للقيادات الشابة. وهي مبادرة تشرف على تنفيذها كليات التقنية العليا في الشارقة لتزويد الطلاب الموهوبين في المجال الأكاديمي بفرص تطوير مهاراتهم القيادية.

بالإضافة إلى ما سبق، تخرّجت عذاري السركال من برنامج “الرائدات” تحت مظلة ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، وهو مبادرة أطلقتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” للتركيز على مواضيع مرتبطة بالمساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة. وقد تمّ اختيارها كذلك للانضمام إلى منصة “زايد المُلهِم”، وهي مبادرة عالمية تهدف إلى إلقاء الضوء على مجموعة واسعة من القصص الملهمة من مختلف أنحاء العالم.

وقد كانت هذه المبادرات الرائدة والدعم الذي حصلت عليه من قيادة الدولة، التي تعتبر المرأة ركيزة أساسية من ركائز النمو المستدام، بمثابة دافع كبير لها لاغتنام الفرص المتاحة في المجالات التقنية الصعبة وتطلّعها إلى تبوؤ مناصب قيادية عليا.

وتشير عذاري السركال بشكل خاص إلى الأهمية المتزايدة التي باتت تحظى بها الاستدامة اليوم، وذلك كلّما سُئلت عن القيمة التي تضيفها الشابات الإماراتيات إلى المساعي الهادفة لتحقيق التحوّل في مجال الطاقة ورسم معالم مستقبل قطاع المرافق.

وتعلّق قائلة: “إننا محظوظاتٌ جداً بقيادة دولة الإمارات التي تؤمن بإمكانات المرأة الإماراتية وقدرتها على الإسهام بشكل فاعل في المجتمع، وتقرّ كذلك بدورها المحوري في دفع عجلة التنمية المستدامة وضمان التقدّم والنمو لأمتنا. وأعتقد أنّ القيادات النسائية العاملة في هذا القطاع بحاجة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى التركيز على تحقيق أهداف الاستدامة.”

وتضيف: “ونجاحنا في القيام بذلك يعتمد على امتلاكنا شغفاً كبيراً بالبحث والابتكار، فضلاً عن الوقوف على الاحتياجات المتغيرة لمختلف فئات المجتمع وقطاع المرافق، ووضع ضوابط فعّالة لترشيد استهلاك الطاقة ورفع التوعية بأهمية تحقيق هذه الرؤية.”

للاشتراك في نشرة طاقة
Loading